الأول: وهو رأي الرازي، أن تكون بمعنى الإلصاق. وهي متعلقة بمحذوف، فيحتمل أن يكون اسمًا، أو أن يكون فعلًا، وعلى التقديرين: فيجوز متقدمًا، ومتأخرًا. فهذه أقسام أربعة.
أما إذا كان متقدمًا وكان فعلًا، فكقولك: أبدأُ باسم الله، وأما إذا كان متقدمًا وكان اسمًا، فكقولك: ابتدأ الكلام باسم الله، وأما إذا كان متأخرًا وكان فعلًا، فكقولك: باسم الله أبدأ، وأما إذا كان متأخرًا وكان اسمًا، فكقولك: باسم الله ابتدائي (١).
الثاني: وهو رأي البيضاوي، أن تكون للمصاحبة، والمعنى: متبركًا باسم الله تعالى اقرأ، وهذا وما بعده إلى آخر السورة مقول على ألسنة العباد ليعلموا كيف يتبرك باسمه ويحمد على نِعمه ويُسأل من فضله (٢).
الثالث: وهو رأي الألوسي، أن تكون بمعنى الاستعانة، وهي أولى. بل يكاد أن تكون متعينة إذ فيها من الأدب والاستكانة وإظهار العبودية ما ليس في دعوى المصاحبة، ولأن فيها تلميحًا من أول وَهلة إلى إسقاط الحَوْل والقوة، ونفي استقلال قُدِر العباد وتأثيرها وهو استفتاح لباب الرحمة وظفر بكنز لاحول ولا قوة إلا بالله (٣).
والخلاصة:
أن الباء أصلية على المشهور، ومعناها الاستعانة أو المصاحبة على وجه التبرك واستؤنس لهذا كما في تفسير البلقيني بحديث «مَا مِنْ عَبْدٍ يَقُولُ فِى صَبَاحِ كُلِّ يَوْمٍ

(١) تفسير الفخر الرازي ١/١٣٨
(٢) تفسير البيضاوي ١/٣٢
(٣) روح المعاني ١/١١٧


الصفحة التالية
Icon