المبحث الثاني
كراهة الخوض في الاسم والمسمّي
كَره السّلف الخوض في مسألة الاسم: هل هو عين المسمّي أم لا. ذلك أنها مسألة حادثة، قليلة الفائدة، لم يرد فيها أثر من كتاب أو سنة ولا من أقوال السلف، وهذه المسألة نشأت نتيجة الخلاف مع المعتزلة في عهد الإمام أحمد بن حنبل-:.
وقد كان الخلاف في كلام الله (القرآن) هل هو مخلوق أم غير مخلوق؟
فقالت المعتزلة: الاسم غير المسمّي، فردّ السّلف عليهم، وقد كان أول من رد عليهم الإمام أحمد -:-؛ ولذلك يذكر الطبري -:- أن أول من أثر عنه الحديث ردًا على المبتدعة وبيانًا للحق في مسألة الاسم والمسمّي، ممن يُعتدّ بقوله هو: الإمام أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل-"- ومع ذلك فقد كان يشق على الإمام أحمد ويعظم عليه الكلام في الاسم والمسمّي ابتداءً مسألة حادثة.
قال الإمام الطبري-:-:" وأما القول في الاسم أهو المسمّي أم غير المسمّي؟ فإنه من الحماقات الحادثة، التي لا أثر فيها فيتبع ولا قول من إمام فيستمع، فالخوض فيه شَين، والصمت عنه زين " (١).
وقال في موضع آخر: