المبحث الثالث
أقوال الناس في الاسم والمسمّى
اختلف الناس في الاسم، هل هو عين المسمّي، أم غيره؟ على أقوال:
القول الأول: أن الاسم هو المسمّي: وهو قول بعض المنتسبين إلي السنة، كالإمام البغوي والإمام اللالكائي وكذلك أبو عبيدة معمر بن المثني. والقرطبي وهو أحد قولي الأشاعرة، اختاره أبو بكر ابن فورك (١).
القول الثاني: أن الاسم غير المسمّي، وهو قول الجهمية، والمعتزلة وممن قال بهذا القول: ابن جنى، وابن حزم، والسهيلي والغزالي، والرازي وهو اختيار ابن حجر العسقلاني على اختلاف بين بعضهم في تخريجه لقوله (٢).
القول الثالث: الاسم للمسمّي، وهو دليل وعلم عليه، ولا يطلق القول في الاسم هل هو عين المسمّي أو غيره؟ إنما يستفصل، لأن الكلام عن هذه المسألة عام مجمل يحتاج إلي تخصيص وتقييد، وهذا القول هو قول أكثر أهل السنة وفي مقدمتهم، إمام أهل السنة الإمام أحمد ابن حنبل وتبعه الطبري، وشيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن قيم الجوزية رحمهم الله (٣).
وهذا القول الأخير هو القول الصحيح، لموافقته الكتاب والسنة الصحيحة من جهة: ولإمكان الرد على الأقوال المخالفة من جهة أخرى.

(١) شرح السنة للبغوي ٥ /٣٠، شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة ٢/٢٤٠، مجاز القرآن ١ / ١٦، الجامع لأحكام القرآن١/١٠١.
(٢) الخصائص٣/٢٤، الفصل في الملل والنحل٥/٢٧، نتائج الفكر ص٣٩، المقصد الأسنى في شرح معاني الأسماء الحسنى ص٢٤، لوامع البينات شرح أسماء الله الحسنى ص٢١، فتح الباري١١/٢٢٥.
(٣) صريح السنة ص٢٥، درء تعارض العقل والنقل ٨/٥٣٠، بدائع الفوائد ١/١٦.


الصفحة التالية
Icon