١- أن السلام اسم من أسماء الله تعالى، والسلام عبارة عن التحية فإن أراد الأول فلا إشكال، فكأنه قال: ثم اسم السلام عليكما أي بركة اسمه، وإن أراد الثاني: فإنه أضافه إلى الله لشرفه، ولأنه أبلغ في التحية كأنه يقول: لو وجدت سلامًا أشرف من هذا لحييتكم به، ولكن لا أجده لأنه اسم السلام.
٢- أن لبيدًا لم يرد إيقاع التسليم عليهم لحينه، وإنما أراده بعد الحول ولو قال: ثم السلام عليكما لكان مسلِّمًا في وقته الذي نطق فيه بالبيت، فلذلك ذكر الاسم الذي هو عبارة عن اللفظ أي إنما اللفظ بالتسليم بعد الحول، وذلك أن السلام دعاء، فلا يتقيد بالزمان المستقبل، وإنما هو لحينه.
قال ابن القيم -: -:" وفيه نكتة حسنة: كأنه أراد ثم هذا اللفظ باق عليكما، جار لا ينقطع مني، بل أنا مراعيه دائما " (١).
٣- أن مراد لبيد: ثم النطق بهذا الاسم وذكره وهو التسليم المقصود، كأنه قال: ثم سلامٌ عليكم، ليس مراده أن السلام يحصل عليهما بدون أن ينطق به ناطق، ويذكره لم يحصل (٢).
وأما دليلهم الخامس: وهو قوله تعالى (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى) الأعلى/١، فاستدلالهم بهذه الآية حجة عليهم، لأن النبي < امتثل هذا الأمر، وقال سبحان ربي الأعلى، ولو كان الأمر كما زعموا لقال: سبحان اسم ربي الأعلى، ثم إن الأمة كلهم لا يجوز لأحد منهم أن يقول: عبدت اسم ربي، ولا سجدت لاسم ربي، لأنه إذا أطلق الاسم في الكلام المنتظم فالمراد به المسمّى.
وللناس في (الاسم) المذكور في هذه الآية وما شابهها قولان معروفان، كلاهما حجة على من استدل بها في أن الاسم عين المسمّى:

(١) بدائع الفوائد ١/٢١
(٢) تفسير الطبري ١/٤٠


الصفحة التالية
Icon