فمنهم من قال: (الاسم) صلة، والمراد: سبح ربك، وإذا قيل صلة فهو زائد لا معنى له، فيبطل قولهم أن مدلول لفظ اسم: (ألف، سين، ميم) هو المسمى.
ومن قال: إنه ليس بصلة، بل المراد تسبيح الاسم نفسه، فهذا مناقض لقولهم مناقضة ظاهرة.
والتحقيق: أنه ليس بصلة، بل أمر الله بتسبيح اسمه، كما أمر بذكر اسمه والمقصود بتسبيحه وذكره هو تسبيح المسمّى وذكره، فإن المسبح والذاكر إنما يسبح اسمه، ويذكر اسمه بقوله: سبحان ربي الأعلى، فهو نطق بلفظ (ربي الأعلى) فتسبيحه إنما وقع على الاسم، لكن مراده هو المسمّى، فهذا يبين أنه ينطق باسم المسمّى والمراد المسمى، لكن هذا لا يدل على أن لفظ اسم الذي هو (ألف، سين، ميم) المراد به المسمّى (١).
بيان القول بأن الاسم غير المسمّي، وأشهر أدلته ومناقشتها:
يرى أشهر القائلين بأن الاسم غير المسمّى: أن أسماء الله تعالى حروف حادثة مخلوقة، تدل على الذات المقدسة، وهى غيرها لحدوثها، فأسماء الله غيره، لأنها مخلوقة وأصحاب هذه الشبهة هم الجهمية، والمعتزلة ومن وافقهم من متأخري الشيعة.
ومرادهم في قولهم بأن الاسم غير المسمّى: أن أسماء الله غيره، وما كان غيره فهو مخلوق، فأسماء الله مخلوقة عندهم (٢).
المناقشة:

(١) بدائع الفوائد ١/١٨
(٢) شرح الأصول الخمسة للقاضي عبد الجبار ص٥٤٢


الصفحة التالية
Icon