اشتد إنكار السلف على الجهمية القائلين بأن (الاسم غير المسمّى، لأن أسماء الله غيره، فأسماء الله مخلوقة)، ومما ورد في إنكار السلف عليهم ما يلي:
قال أبو داود السجستاني: سمعت أحمد ذكر له رجل أن رجلًا قال: إن أسماء الله مخلوقة، والقرآن مخلوق. قال أحمد: كفرٌ بيِّن (١).
وقال الإمام الشافعي -: -: إذا سمعت الرجل يقول: الاسم غير المسمّى، فاشهد عليه بالزندقة (٢).
وروي اللالكائي بسنده عن الأصمعي أنه قال:" إذا سمعت الرجل يقول الاسم غير المسمّى فاحكم أو قال: فاشهد - عليه بالزندقة، لفظهما سواء" (٣).
وأسماء الله لا يقال عنها إنها غير الله، وأنها مستعارة مخلوقة، ابتدعها الخلق فأعاروها خالقهم، لأن في هذا نسبة العجز والوهن إلى الله تعالى ونسبة الضرورة والحاجة إلى الخلق، لأن المستعير محتاج مضطر، والمعير أعلى وأغنى، ولو كان الاسم مخلوقًا مستعارًا غير الله، لم يأمر الله أن يسبح مخلوقًا غيره، فقال: (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى) الأعلى/١.
ثم ذكر الآلهة التي تعبد من دون الله بأسمائها المخلوقة المستعارة، فقال تعالى: (إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم) النجم/٢٣ يعني أن أسماء الله لم تزل، كما لم يزل الله، وأنه بخلاف هذه الأسماء المخلوقة التي أعاروها الأصنام، فإن لم تكن أسماء الله بخلافها فأي توبيخ لأسماء الآلهة المخلوقة، إذا كانت أسماؤها وأسماء الله مخلوقة مستعارة؟ !
(٢) مناقب الشافعي ١/٤٠٥
(٣) شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة ٢/٢١٢