ويناقش الإمام الدرامي -: - الجهمية القائلين بأن أسماء الله مخلوقة، وأنها من ابتداع البشر، نقاشًا عقليًا، فيقول:
" أرأيتم قولكم: إن أسماء الله مخلوقة، فمن خلقها؟ أو كيف خلقها؟ أجعلها أجسامًا وصورًا تشغل أعيانها أمكنة دونه من الأرض والسماء؟ أم موضعًا دونه في الهواء؟
فإن قلتم لها أجسام دونه، فهذا ما تنقمه عقول العقلاء وإن قلتم خلقها على ألسنة العباد، فدعوه بها، وأعاروه إياها، فهو ما ادعينا عليكم: أن الله كان بزعمكم مجهولًا لا اسم له حتى أحدث الخلق، وأحدثوا له اسمًا من مخلوق كلامهم، فهذا هو الإلحاد بالله وأسمائه والتكذيب بها.... ، ومن أين علم الخلق بأسماء الخالق قبل تعليمه إياهم، فإنه لم يعلم آدم ولا الملائكة أسماء المخلوقين، حتى علّمهم الله من عنده، وكان بدء علمها منه..... (١)
ثم قال: " وأي تأويل أوحش مما يدعي رجل أن الله كان ولا اسم له؟ ما يدعي هذا مؤمن، ولن يدخل الإيمان قلب رجل حتى يعلم أن الله لم يزل إلهًا واحدًا بجميع أسمائه وجميع صفاته، لم يحدث له منها شئ، كما لم تزل وحدانيته (٢).
وأسماء الله لا تقاس بأسماء الخلق، لأن أسماء الخلق مخلوقة مستعارة وليست أسماؤهم نفس صفاتهم، بل مخالفة لصفاتهم ولا شئ من صفاته مخالف لأسمائه.
ثم إن القائلين بأن الاسم غير المسمّى يلزمون بعدة لوازم، منها:
(٢) السابق ص١٣