عمران ثم ركع نحوًا من قيامه يقول: سبحان ربي العظيم وسجد نحوًا من ركوعه يقول: سبحان ربي الأعل. وفي السنن عن ابن مسعود عن النبي - ﷺ -:
" إذا قال العبد في ركوعه: سبحان ربي العظيم ثلاثا فقد تم ركوعه وذلك أدناه وإذا قال في سجوده: سبحان ربي الأعلى ثلاثا فقد تم سجوده وذلك أدناه. (١). وقد أخذ بهذا جمهور العلماء.
قال البغوي: وقال قوم معناه نزّه ربك الأعلى عمّا يصفه به الملحدون. وجعلوا الاسم صلة. قال: ويحتج بهذا من يجعل الاسم والمسمّى واحدًا؛ لأن أحدًا لا يقول سبحان اسم الله وسبحان اسم ربنا إنما يقولون: سبحان الله وسبحان ربنا. وكان معنى: (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ) الأعلى/١، سبح ربك.
قلت: قد تقدم الكلام على هذا والذي: يقول سبحان الله وسبحان ربنا إنما نطق بالاسم الذي هو الله والذي هو ربنا: فتسبيحه إنما وقع على الاسم لكن مراده هو المسمّى فهذا يبين أنه ينطق باسم المسمّى والمراد المسمّى.
وهذا لا ريب فيه لكن هذا لا يدل على أن لفظ اسم الذي هو (ألف سين ميم) المراد به المسمّى. لكن يدل على أن أسماء الله؛_مثل الله وربنا وربي الأعلى ونحو ذلك يراد بها المسمّى مع أنها هي في نفسها ليست هي المسمّى لكن يراد بها المسمّى فأما اسم هذه الأسماء (ألف سين ميم) فلا هو المسمّى الذي هو الذات ولا يراد به المسمّى الذي هو الذات؛ ولكن يراد به مسماه الذي هو الأسماء كأسماء الله الحسنى

(١) رواه أبو داود (٨٨٦) ولفظه: «إِذَا رَكَعَ أَحَدُكُمْ فَلْيَقُلْ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ سُبْحَانَ رَبِّىَ الْعَظِيمِ وَذَلِكَ أَدْنَاهُ وَإِذَا سَجَدَ فَلْيَقُلْ سُبْحَانَ رَبِّىَ الأَعْلَى ثَلاَثًا وَذَلِكَ أَدْنَاهُ». قَالَ أَبُو دَاوُدَ هَذَا مُرْسَلٌ عَوْنٌ لَمْ يُدْرِكْ عَبْدَ اللَّهِ.


الصفحة التالية
Icon