في قوله (وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى) الأعراف/١٨٠، فلها هذه الأسماء الحسنى التي جعلها هؤلاء هي التسميات وجعلوا التعبير عنها بالأسماء توسعًا؛ فخالفوا إجماع الأمم كلهم من العرب وغيرهم وخالفوا صريح المعقول وصحيح المنقول. والذين شاركوهم في هذا الأصل وقالوا: الأسماء ثلاثة قد تكون هي المسمّى وقد تكون غيره وقد تكون لا هي هو ولا غيره وجعلوا الخالق والرازق ونحوهما غير المسمّى وجعلوا العليم والحكيم ونحوهما للمسمّى: غلطوا من وجه آخر فإنه إذا سلم لهم أن المراد بالاسم الذي هو (ألف سين ميم) هو مسمّى الأسماء؛ فاسمه الخالق هو الرب الخالق نفسه ليس هو المخلوقات المنفصلة عنه واسمه العليم هو الرب العليم الذي العلم صفة له فليس العلم هو المسمّى؛ بل المسمّى هو العليم؛ فكان الواجب أن يقال على أصلهم: الاسم هنا هو المسمّى وصفته. وفي الخالق الاسم هو المسمّى وفعله؛ ثم قولهم إن الخلق هو المخلوق وليس الخلق فعلًا قائمًا بذاته قول ضعيف مخالف لقول جمهور المسلمين. كما قد بسط في موضعه.


الصفحة التالية
Icon