المبحث الأول
معنى لفظ الجلالة الله من حيث اللغة
اختلف العلماء حول جواز البحث فيما يتصل بلفظ الجلالة الله - سبحانه وتعالى - والقول فيه اجتهادًا ٠
أو حرمة ذلك ووجوب الإمساك عن كل ما يتصل بالاسم الأقدس تخشعًا وتورعًا.
فقال جماعة من العلماء: بوجوب الإمساك ورعًا وخشيةً وهيبةً وتقديسًا وإجلالًا للاسم الأعظم وتحوطًا من الخطأ فى شئ من الأبحاث التى تدور حوله، فإن البحوث اجتهادات قد تخطئ وقد تصيب وما دام احتمال الخطأ واردًا فقد وجب التوقف عن البحث حوله والإمساك عن القول فيه فإن القول فيه مع احتمال الخطأ في الرأي فيه إجازة للخطأ في بعض ما يتصل بالاسم الأشرف والعلم الأقدس، وهذا ما ينبغي التحرز عنه، والاستغفار منه.
وإلي الرأي الأول: وهو إجازة البحث - ذهب جمهرة العلماء، فأجازوا البحث حول الاسم الأقدس ﴿الله﴾ - سبحانه وتعالى -؛ إذ إن ذلك من دلائل الاهتمام وزيادة العلم به والعرفان، بل إن ذلك من أوجب الواجبات، إذ كيف نهمل البحث حول الاسم الأقدس، ونحن نبذل الجهد في البحث حول الأسماء العادية، والألفاظ المتداولة التى لا شأن لها بجانب لفظ الجلالة.
* لفظ الجلالة لفظ عربي:
كما اختلفوا حول الاسم الأقدس لفظ الجلالة ﴿الله﴾ - سبحانه وتعالى - عربيًّا أو أعجميًّا فذهب بعضهم إلي: أنه معرب عن السريانية، أو العبرانية، وأن أصله (ل اهـ ا) فحذف الألف من آخره، فأصبحت اللفظة: (لاه) ثم عوض عن الألف المحذوفة بأداة التعريف (أل) فصارت ﴿الله﴾ وهو العلم الحق على الإله الحق - سبحانه وتعالى -، أو عوض


الصفحة التالية
Icon