وقد ذكر بعض العلماء أن: كتابة اللامين في لفظ الجلالة، واللام والواحدة في (الذى) و (التى) إنما هو للتفرقة بين المعرب والمبني، فالمعرب يكتبونه بلامين، وأما (الذى) و (التى) فلكونهما مبنيين فقد كتبوهما بلام واحدة. وفي هذا الكلام نظر، فإن لفظة: الليل معربة، ومع ذلك اتفق الجميع على أن الفصيح فيها أن يكتب بلام واحدة وليس بلامين، فالصحيح أن تكتب (اليل).
كما حذفوا في كتابة لفظ الجلالة الألف الممدودة قبل الهاء في آخر الكلمة، وذلك لأربعة أمور:
١- التخفيف والتسير في الكتابة، فإن لفظ الجلالة - سبحانه وتعالى - يكثر التلفظ به، والذكر له. وذلك يقتضي التخفيف.
٢- كراهة اجتماع المتماثلات الكثيرة في الخط، فإن الألف الأولى من لفظ الجلالة - سبحانه وتعالى - - ثم اللامين بعدها كلها حروف متماثلة في الرسم ممدودة ومستطيلة فإذا رُسمت الألف التي قبل الهاء صارت أربعًا ممدودة في الرسم. وهذا ثقيل في الرسم، لذلك كرهوا اجتماع الحروف المتشابهة في الصورة عند الرسم أو الكتابة كما كرهوا توالي الأمثال في النطق.
٣- لئلا تشتبيه بـ (اللاة) وهى: صنم عند أهل الجاهلية، فإن لفظ الجلالة لو أثبتت فيه الألف قبل الهاء لاشتبه باللاة في الرسم والكتابة والخروج من هذا الاشتباه مقصود أصلي، للتفرقة بين الاسم الأقدس العلم الحق للمعبود بحق، والعلم الباطل للمعبود الباطل.
٤- ولئلا يشتبه لفظ الجلالة باسم الفاعل من: (لهى) أي: (عقل) و (لعب) وهو: (اللاه) عز وجل.
ثانيا: من خصائص النطق:
ينطق لفظ الجلالة ﴿الله﴾ - سبحانه وتعالى - بتفخيم اللام بعد الفتح والضم، أي إن كان الحرف الذى قبل لفظ الجلالة مفتوحًا أو مضمومًا فخِّمت اللام في لفظ الجلالة، وكذلك إذا


الصفحة التالية
Icon