ابتُدئ بلفظ الجلالة فتفخم لامه مثل (اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ) الشورى/١٩ ومثل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ) آل عمران/١٠٢، ومثل: (ُقلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) الإخلاص/١.
فالأولى: فيها ابتداء بلفظ الجلالة، وفي الثانية: الحركة قبل لفظ الجلالة ضمة، وفي الثالثة: الحركة قبل لفظ الجلالة فتحة. وفي كل هذه الحالات تُفخَّم اللام وتُغلَّظ غاية التغليظ، وإنما يكون ذلك بإطباق اللسان بالحنك، وإنما فخموا فيه ذلك التفخيم تعظيمًا للاسم الأقدس، وتفرقه بينه وبين (اللاة) و (اللاهي) والأولى اسم صنم كان لمشركي قريش، والثانية اسم فاعل من: (لها يلهو).
أما إذا كان ما قبل لفظ الجلالة مكسورًا فإن لامة تُرقَّق، وذلك لأن الكسرة توجب السُّفل واللام المفخمة تتطلب الصعود. والانتقال من السفل إلي الصعود أمر ثقيل.
على أن هناك من أوجب تفخيم اللام في لفظ الجلالة في الحالات كلها، سواء ابتُدئ به، أو كان ما قبله مفتوحًا أو مضمومًا أو مكسورًا، وكل ذلك مقبول في لسان العرب، ما عدا ما كان قبله مكسورًا فهو مخالف، وعلى الرأي الأخير يكون التفخيم بعد الكسر أمرًا خاصًا بلفظ الجلالة وحده - سبحانه وتعالى -.
ثالثا: من خصائص (ال) في لفظ الجلالة:
ذهب البعض إلى: أن (ال) في لفظ الجلالة وُضِعت في الأصل للتعريف، حيث أصل لفظ الجلالة: (إله)، ثم وُضِعت (ال) للتعريف، فصارت (الإلاة) ثم حُذِفت الهمزة، وأدغمت اللامان فصارت: ﴿الله﴾.
والحق أن (ال) في لفظ الجلالة من مبنى الكلمة الشريفة نفسها، وليست للتعريف، فلفظ الجلالة ﴿الله﴾ أعرف المعارف بإطلاق، ولا يمكن أن تقع الشركة في مدلولة على الإطلاق. ولأنها ليست للتعريف فقد جعلت لمحض التعويض عن الهمزة المحذوفة من كلمة: (الإلاة). أو أن: (ال) هى من نفس مبنى لفظ الجلالة، كما ذهب إلي ذلك جماعة من اللغويين.
وفي جميع الحالات لا يمكن أن تكون (ال) في لفظ الجلالة للتعريف.


الصفحة التالية
Icon