المبحث الثالث
الخصائص المعنوية للفظ الجلالة - سبحانه وتعالى -
للفظ الجلالة - سبحانه وتعالى - خصائص وميزات معنوية بجانب خصائصه اللغوية اللفظية التي أشرنا إليها في المبحث الثاني، وموقع الخصائص المعنوية من اللغوية موقع المقاصد والغايات، فهى أهم وأسمى - وكل ما يتصل بلفظ الجلالة مهمٌّ وسامٍ.
أولًا: لفظ الجلالة هو الاسم الأعظم:
إن أسماء الله - تعالى - تسعة وتسعون، كما ورد بذلك الحديث الصحيح. فعن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم «إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مِائَةً غَيْرَ وَاحِدٍ مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ». [سيأتي تخريجه باستفاضة]. وقد اتفق الجميع على أن لله - تعالى - من بين أسمائه الحسنى اسمًا هو الأعظم.
وقد ورد في السنَّة الشريفة أحاديث صحاح تتحدث عن اسم الله الأعظم ومن هذه النصوص ما يلي:
١- حديث بريدة - " - أن رسول الله < سمع رجلًا يقول: اللَّهُمَّ إِنِّى أَسْأَلُكَ بِأَنِّى أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ الأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِى لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ. قَالَ فَقَالَ «وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لَقَدْ سَأَلَ اللَّهَ بِاسْمِهِ الأَعْظَمِ الَّذِى إِذَا دُعِىَ بِهِ أَجَابَ وَإِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى» (١).
٢- حديث أنس - " - قال: كنت جالسًا مع النبي < في المسجد ورجل يصلي فقال: اللَّهُمَّ إِنِّى أَسْأَلُكَ بِأَنَّ لَكَ الْحَمْدَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ الْمَنَّانُ بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ يَا حَىُّ يَا قَيُّومُ. فَقَالَ النَّبِىُّ <
٣-