مررت به - إذ معناه: جعلت مروري ملصقًا بمكان قريب منه لا به، فهو وارد على الاتساع (١).
٢- التعدية:
وهي التي بواسطتها يتعدى الفعل اللازم إلى المفعول، فهي بذلك تؤدي وظيفة همزة التعدية، وجمهور النحاة على أن باء التعدية بمعنى همزة التعدية؛ وإنما لا يقتضي ذلك مشاركة الفاعل للمفعول.
وذكر المرادي: أن المبرد والسهيلي خالفا ذلك وعندهما أنها تقتضي مصاحبة الفاعل للمفعول (٢)، وأطلق ابن هشام عليها باء النقل، قال وهي المعاقبة للهمزة في تصير الفاعل مفعولًا، وأكثر ما يعدي الفعل القاصر، وتقول في: ذهب زيد، ذهبتُ بزيد، وأذهبته، ومنه قوله تعالى: (ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِمْ) البقرة/١٧ وقُرئ أذهب الله نورهم، ومنه قوله تعالى (وَلَوْلاَ دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ) البقرة/٢٥١والمعنى دفع الناس بعضهم بعضًا، وقولنا صحككت الحجر بالحجر، والأصل: صك الحجر الحجر (٣).
وجعلها ابن فارس للتعدية في قوله تعالى (أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً) الإسراء/ ١. ونصّ البغدادي على أن الباء للتعدية في قوله تعالى (وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ) البقرة/ ١٦٦ أي قطعتهم الأسباب، ومثله قوله: تفرقت بهم الطرق؛ أي فرقتهم، وأسند ذلك إلى السّمين (٤)، وجعلها الرازي للتعدية في قوله تعالى (مِنْ نِّسَآئِكُمُ اللاَّتِي دَخَلْتُم بِهِنَّ) النساء/٢٣، وبذلك قال الزمخشري، وشاهده قوله تعالى (وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ)
(٢) الجنى الداني ص٣٨.
(٣) مغني اللبيب ١/١٢٠.
(٤) الخزانة ١/٨٦