وَالإِكْرَامِ» (١). وقوله: «دَعْوَةُ ذِى النُّونِ إِذْ دَعَا وَهُوَ فِى بَطْنِ الْحُوتِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّى كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ. فَإِنَّهُ لَمْ يَدْعُ بِهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ فِى شَىْءٍ قَطُّ إِلاَّ اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ» (٢). وسأقتصر في بيان الاسم الأعظم على قولين فقط؛ لأنهما أشهر الأقوال وأقواها، فأدلتهما صحيحة، واستدلالات كلا الطرفين فيها قوة ووجاهة.
فالقول الأول: يرى أن الاسم الأعظم هو (الحى القيوم).
والقول الثاني: يرى أن الاسم الأعظم هو ﴿الله﴾.
فأصحاب القول الأول: يستدلون بحديث أبي أمامة السابق، قال الراوي: فالتمستها، فوجدت أنها (الحى القيوم)، وممن يرى هذا القول ابن قيم الجوزية رحمه الله (٣).
وأصحاب القول الثاني: يستدلون بجميع الأدلة التى وردت في إثبات الأسماء الحسنى. وأن يتكرر فيها اسم ﴿الله﴾.
وقد ورد في حديث (اللهم)، وإنما كان الأصل فيه (يا الله) فلما حذفوا الياء من أول الحرف زادوا الميم في آخره، ليرجع المعنى الذى في (يا الله) وقال بهذا القول جماعة كثيرة من العلماء، منهم: الطحاوي وابن المبارك وابن العربي والطرطوشي وقال: "وبهذا المذهب قال معظم العلماء"، والسفاريني والمباركفوري وقال: " إن لفظ ﴿الله﴾ مذكور في كل الأحاديث، فيستدل بذلك على أنه الاسم الأعظم " وغيرهم من العلماء كثير.
(٢) رواه الترمذي (٣٥٧٢).
(٣) انظر: القصيدة النونية ص٣٣، ومختصر الصواعق المرسلة (١/١٠١).