والقول الراجح - إن شاء الله - هو القول الثاني، وذلك لإمكان الرد على القول الأول، وبقاء أدلة القول الثاني.
فاستخراج اسم (الحى القيوم) من حديث أبي أمامة، ليس من قول المصطفي <، بل من استخراج الراوي، وقد بيّن الإمام الطحاوي خطأ استخراج لاسمي (الحى القيوم) أنهما الاسم الأعظم ن فقد رجع الراوي في سورة طه إلى قوله تعالى (وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ) طه/١١١، وقال الطحاوي: قد يحتمل أن يكون هو ما في (طه) سوى ذلك، وهو قول الله تعالى فيها: (وَإِن تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى * اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ) طه/٧-٨، فيرجع ما في (طه) إلى مثل ما رجع إليه ما في سورة (البقرة) وما في سورة آل عمران أنه الله تعالى " (١) أي أنها كلها فيها (اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ).
ومن الأدلة على ترجيح القول الثاني هو: عدم ثبوت اسمي (الحي القيوم) في كل الأحاديث الصحيحة الثابتة عن رسول الله< في بيان الاسم الأعظم: بل الثابت في جميع الأدلة هو لفظ الجلالة.
وورد عن بعض السلف القول بأن الاسم الأعظم هو ﴿الله﴾، فقد روى الإمام الدارمي بسنده عن الشعبي قال: " اسم الله الأعظم هو الله " (٢).
وروى أيضًا بسنده عن جابر بن زيد قال:" اسم الله الأعظم هو الله، ألم تروا أنه يبدأ به قبل الأسماء كلها! " (٣).

(١) مشكل الآثار (١/٦٣).
(٢) انظر: رد الدارمي على بشر المريسي ص١١.
(٣) السابق نفسه.


الصفحة التالية
Icon