ومن الأدلة: كثرة الخصائص التى يوردها أهل العلم لاسم ﴿الله﴾ على غيره من الأسماء، خلافًا لاسمي (الحى القيوم) فضلًا عن أن (الحى القيوم) اسمان وليسا إسمًا واحدًا.
وأخيرًا يجب التنبيه على أمرين مهمين:
١- أنه لا يلزم أن تجاب كل دعوة دعا بها أحد بالاسم الأعظم، لأن لإجابة الدعاء شروطًا يجب أن تتوفر، من أهمها، الإخلاص، وأكل الحلال، وموانع لابد أن تزول: كأكل الحرام، ولبس الحرام، فمن توفرت فيه الشروط وانتفت عنه الموانع، فهو ممن يرجا قبول دعائه.
٢- لا يعني تحديد الاسم الأعظم باسم، أنه حد من رحمة الله وفضله، بل إن تخصيص الاسم الأعظم من باب زيادة الخير للعباد، والاستجابة لهم، مع أن الأدعية الأخرى التى ليس فيها الاسم الأعظم قد يستجيب الله لها، إذا توفرت الشروط، وانتفت الموانع.
ثانيا: أنه العلم الحق على المعبود بحق:
إن أسماء الله - تعالى - تسعة وتسعون، منها اسم واحد على حقيقة الاسمية وهو: لفظ الجلالة ﴿الله﴾ - سبحانه وتعالى -، وأما بقية الأسماء الثمانية والتسعين فهي صفات لذلك الاسم عز وجل فهي كلها تقع صفات له، وهو لا يقع صفة لشئ منها إطلاقًا، فنحن نقول: الله، ثم نأتي بالأسماء كلها صفات، فنقول: الله الخالق، الرازق، السميع البصير... إلي آخر الأسماء كلها.. يقول - تبارك وتعالى - في أواخر سورة الحشر: ﴿هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ * هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ الحشر/٢٢-٢٤، فلفظ الجلالة من بين الأسماء كلها هو الاسم على


الصفحة التالية
Icon