الحقيقة، وأما بقية الأسماء فإنها في الأصل صفات وليست أسماء، ولكنها صارت أسماء لما خرجت من خصيصة الصفات التى هى الشيوع في كثيرين، وجواز الشركة في مفهومها. واكتسبت خصيصة الأسماء الأعلام، وهى قصر دلالتها على واحد بعينه، وهو الله - سبحانه وتعالى -، فهذه الصفات لما امتنع أن تصدق على كثيرين -كما هو شأن الصفة - وأضحت لا تصدق ولا تدل إلا على واحد هو الله - سبحانه وتعالى - أخذت حكم الأسماء، وهذه الأسماء تظل صفات للاسم الأقدس لفظ الجلالة ﴿الله﴾ - عز وجل -.
ثالثًا: اختصاصه بشهادة الإسلام:
ونعني بذلك أن الشهادة التى يعلن بها صاحبها أنه دخل الإسلام لا تعتبر إذا ذكرت فيها صفة من صفات الله - تعالى - أو اسمًا من أسمائه سوى لفظ الجلالة. فلو أن كافرًا خرج من كفره وأراد أن يدخل الإسلام، فقال: أشهد أن لا إله إلا الواحد، أو الخالق، أو قال: أشهد أن لا إله إلا الرحمن، لم تكن تلك مخرجة له من كفره ولا مدخلة إياه في الإسلام، حيث أجمعت الأمة على أن الشهادة التى تخرج صاحبها من الكفر، وتُدْخِلُه الإسلام لابد أن تكون باسم الله تعيينًا بأن يقول: (أشهد أن لا إله إلا الله).
رابعًا: دلالة كل حرف من حروفه على الذات الأقدس - سبحانه وتعالى -
وهذه من الخواص العجيبة للاسم الأعظم ﴿الله﴾ - سبحانه وتعالى -. فلفظ الجلالة بصورته الكاملة دال على الذات الأقدس - سبحانه.
فإذا ما حذفت منه الألف، دل الباقي على الذات الأقدس - سبحانه وتعالى -، مثل قوله تعالى: ﴿وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ الفتح/٤، وقوله - سبحانه وتعالى -: ﴿وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ المنافقون/٧، وإن حذفت اللام الأولى يصبح الباقي على صورة: (لَهُ) وهى دالة -


الصفحة التالية
Icon