أيضًا - في السياق على الذات الأقدس، مثل قوله تعالى: ﴿لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ الزمر/٦٣، فإذا حذفت اللام الباقية كانت الباقية هى الهاء الشريفة مشبَّعَةً بالواو: (هو)، وهى - أيضًا - دالة على الذات الأقدس - سبحانه وتعالى -: مثل قوله تعالى: ﴿هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ﴾ غافر/٦٥، والدال على الذات الأقدس - هنا - هوحرف الهاء، أما الواو فزائدة بدليل سقوطها في التثنية والجمع، فتقول: هما، وهم. وهذه الخاصية للفظ الجلالة لا توجد لغيره من الأسماء.
خامسًا: أنه الجامع - فيما يدل عليه - لخصائص الألوهية الحقَّة:
وهذه خصيصة لا توجد للأسماء الأخرى تباركت أسماؤه؛ فأنت إذا دعوت الله - سبحانه وتعالى - بالغفار، فقد وصفته بالمغفرة، لكنك ما وصفته بالعلم أو القهر، وإذا دعوته بالعليم، فقد وصفته بالعلم، لكنك ما وصفته بالرحمة أو المغفرة أو الواحدية، وإذا ما دعوته بالقهار، فقد وصفته بالقهر لكنك ما وصفته بالسمع أو البصر أو الرحمة، أو غير ذلك من الأسماء الحسنى والصفات العليا. لكنك إذا ما دعوته بلفظ الجلالة فقلت: يا ألله، فقد جمعت كل صفات الألوهية العليا، والأسماء الحسنى لله - سبحانه وتعالى - فإن الله الحق هو المعبود بحق، وهو الجامع لصفات المحامد، والمستحق للأسماء الحسنى.
سادسًا: اختصاص لفظ الجلالة بالذات الأقدس - سبحانه وتعالى -.
فإن لفظ الجلالة لم يسم به غير الذات الأقدس - سبحانه وتعالى -، وأما الأسماء الحسنى فقد يتسمَّى بها بعض الناس جوازًا، مثل: (عليٌّ) فهو اسم لرابع الخلفاء الراشدين، فاسمه (عليٌ)، ولكن الله - سبحانه وتعالى - - هو (العليُّ) وقد يتسمَّى بعضهم ببعض الأسماء ظلمًا وعدوانًا، وذلك كالمتنبِّئ الكذاب (مسيلمة)، فقد كان يسمي نفسه (الرحمن).


الصفحة التالية
Icon