أما لفظ الجلالة - - سبحانه وتعالى - فلم يحدث أن تسمَّى به أحد، ولم يجرؤ حتى أشد الناس كفرًا وفجورًا أن يسمي نفسه: ﴿الله﴾ - عز وجل -.
وقد بيّن ذلك القرآن المجيد في سورة " مريم" حيث قال تعالى: ﴿رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً﴾ مريم/٦٥.
سابعًا: اختصاص لفظ الجلالة بالإله الحق سبحانه:
وتلك خاصية أخري للفظ الجلالة ﴿الله﴾ - عز وجل - حيث لا يطلق إلا على الإله الحق - تبارك وتعالى - ولا تتسمَّى به الآلهة الباطلة، من الأصنام أو الأوثان، أو سائر ما عُبِدَ من دون الله - تعالى: وكما أن الاسم الأقدس - - سبحانه وتعالى - - لا يسمَّى به أحد من الناس ولم يحدث أن علمنا أن أحدًا تسمَّى به، فكذلك لا يسمَّى به شئ من الآلهة الباطلة، وإنما يطلق على الآلهة الباطلة كلمة (إله) بالتنكير، ويجوز تعريفها إذا ما قيدت بوصف يفيد بطلانها.
ولأن لفظ الجلالة - سبحانه وتعالى - لا يطلق إلا على الإله الحق - جل وعلا - فإنه لا يثنى ولا يجمع، أما لفظة: (إله) فلكونها تطلق على الآلهة الباطلة، جاز تثنيتها وجمعها، فيقال: المجوس يدينون بإلهين والمشركون يعبدون آلهة. وقد ورد في التنزيل المجيد تثنية (إله) وجمعها. يقول الله عز وجل. ﴿وَقَالَ اللهُ لاَ تَتَّخِذُواْ إِلهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلهٌ وَاحِدٌ فَإيَّايَ فَارْهَبُونِ﴾ النحل/٥١،
وقال تبارك وتعالى: ﴿لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ﴾ الأنبياء/٢٢ ولفظة: (إله) اسم مشترك يطلق على الإله الحق كما ورد في آية سورة النحل التى ذكرناها في قوله - تعالى: ﴿إِنَّمَا هُوَ إِلهٌ وَاحِدٌ﴾ وتطلق - أيضًا - على الآلهة الباطلة أما لفظ الجلالة - سبحانه وتعالى - فلا يطلق إلا على المعبود الحق - تبارك وتعالى.