المبحث الرابع
الصفات والأسماء
إن الله - سبحانه وتعالى - موجود، بل هو - عز وجل - عين الوجود، ومُوجِدُ كل موجود. ومن الضرورات العقلية: أن كل موجود لابد له من صفات وأسماء، ولا يخلو موجود من ذلك قلَّت هذه الصفات أو كَثُرَت، وإلَّا كان وجود الموجود وعدمه سواء.
أولًا: أهداف الأسماء والصفات ووظائفها:
للأسماء والصفات بالنسبة إلى الموجودات أهداف ووظائف، أهمها ثلاثة:
١ - أنها تشعر بالموجود وتدل عليه، فإن أي موجود لا يمكن أن يستدل على وجوده إلا باسم أو صفة. ولن يستطيع أي إنسان أن يخبر عن شئ ما موجود إلا إذا كان لذلك الموجود اسم أو صفة، وإلا فماذا تقول عنه؟ وبأي شئ تعرفه؟ وكيف تعبر عن مرادك فيه أو شعورك به؟
إن أي موجود - على فرض وجوده - لا تكون له صفة يوصف بها أو اسم يُسمَّى به فإن وجوده والعدم سواء.
٢ - أنها تميزه عما عداه، وتفرزه عن غيره من الموجودات.
٣ - أنها تبين عن منزلته ومكانته، والمرتبة التى يحتلها في سُلَّم الموجودات من حيث الرقي والرفعة والسمو، أو الضعة والانحطاط والتدني.