من يديه فحسن عند ذلك جعل الجناح للذل وصار تشبيها مناسبا وأما الماء للملام فليس كذلك في مناسبة التشبيه».
هذا ما أورده الصولي وابن الأثير وقد عقب عليهما كثير من نقاد القرن الرابع الهجري ووفقوا منهما بين مؤيد ومعاكس فأخذ الآمدي برأي الصولي في كتابه الموازنة ولكن على أساس آخر من الفهم وعاب على أبي تمام استعماله استعارات شبيهة بماء الملام قال: «فمن مرذول ألفاظه وقبيح استعاراته قوله:

يا دهر قوّمّ أخدعيك فقد أضججت هذا الأنام من خرقك
وقال:
سأشكر فرجة الليت الرخي ولين أخادع الدهر الأبي
وقال:
أنزلته الأيام عن ظهرها من بعد إثبات رجله في الركاب
وقال:
كأنني حين جردت الرجاء له غضّا صببت به ماء على الزمن
ثم قال: «وأشباه هذا مما إذا تتبعته في شعره وجدته فجعل كما ترى مع غثاثة هذه الألفاظ للدهر أخدعا ويدا تقطع من الزند وكأنه يصرع ويحل ويشرق بالكرام ويبتسم وان الأيام تنزلع والزمان أبلق وجعل للممدوح يدا وجعل للأيام ظهرا يركب والزمان كأنه صب عليه ماء»
ولننظر الآن في ماء الملام- عند أبي تمام- أهو تعبير طبيعي؟ أهو


الصفحة التالية
Icon