- بضم الدال على الابتداء، وهي القراءة المتواترة وهي أجود لفظاً ومعنىً من قراءة فتح الدال أو كسرها.
…قال أبوجعفر الطبري: "... ولذلك من المعنى، تتابعتْ قراءةُ القراء، وعلماءُ الأمة على رفع الحمد من الحمدُ لله ربِّ العالمين"، دون نصبها الذي يُؤدي إلى الدلالة على أن معنى تالية كذلك: أحمدُ الله حمداً، ولو قرأ قارئ ذلك بالنصب، لكان عندي مُحيلاً معناهُ، ومستحقاً العقوبة على قراءته إياه كذلك، إذا تعمَّد قراءته كذلك، وهو عالم بخطئه وفساد تأويله" اهـ(٨٢).
وقال أبوجعفر النحاس في إعراب القرآن ١/١٩٦-١٧٠: "والرفعُ أجود من جهة اللَّفظ والمعنى، فأما اللفظ: فلأنه اسم معرفة خبَّرت عنهُ، وأما المعنى: فإنك إذا رفعت أخبرت أن حمدك وحمد غيرك لله جل وعز، وإذا نصبت لم يعدُ حمد نفسك" اهـ.
…قلت: اللحن في هذا الحرف يكون بـ:
بفتح الدال: "الحمدَ لله" وقد تقدم كلامُ الطبري في هذا، وهي قراءة شاذة قرأ بها هارون العُتكي، وسفيان بنُ عيينة ورؤبة بن العجَّاج(٨٣).
ب- بضم الدال وضم لفظ الجلالة: "الحمدُ لُله" وهي قراءة شاذة قرأ بها ابنُ أبي عبلة.
وضم لفظ الجلالة "الُله" اتباعاً لقوله "الحمدُ" كثُر استعماله عند العرب في الأسماء التي تجتمع فيها الضمَّتان مثل حُلُم وعُقُب وعُنُق وطُنُب.
قال الفراءُ في معاني القرآن ١/٣-٤: "اجتمع القراءُ على رفع الحمد وأما أهل البدو فمنهم من يقول "الحمدَ لله"، ومنهم من يقول "الحمدِ لِله" ومنهم من يقول "الحمدُ للهُ فيرفع الدال والَّلام... إلى قوله وأما الذين رفعوا الَّلام فإنهم أرادوا المثال الأكثر من أسماء العرب الذي يجتمع فيه الضمتان: مثل "الحُلُم والعُقُب" اهـ(٨٤).
جـ- بكسر الدال: "الحمدِ" وهي قراءة شاذة لزيد بن علي -(- والحسن البصري.