…قال مكي بن أبي طالب في الرعاية: ص١٨٤-١٨٥: "فيجب على القارئ أن يلفظ بالضاد إذا كان بعدها ألف بالتفخيم البيِّن، كما يلفظ بها إذا كان يحكى الحروف، فيقول "صاد"، "ضاد"، ولا بد له من التحفظ بلفظ الضاد حيث وقعت فهو أمر يُقصِّر فيه أكثر من رأيتُ من القراء والأئمة، لصعوبته على من لم يدرُب فيه، فلا بُدَّ للقارئ المجود أن يلفظ بالضاد مفخمةً مُستعلية منطبقة مُستطيلةً، فيُظهر صوت خروج الريح عند ضغط حافة اللسان بما يليه من الأضراس عند اللفظ بها، ومتى فرَّط في ذلك أتى بلفظ الظاء أو بلفظ الذال، فيكون مُبدِّلاً ومغيِّراً" اهـ(١٢١).
ويقول ابن الجزري في التمهيد ص١٤٠-١٤١: "واعلم أن هذا الحرف ليس من الحروف حرف يعُسُر على اللسان غيره، والناس يتفاضلون في النطق به.
…فمنهم من يجعله ظاء مُطلقاً؛ لأنه يشارك الظاء في صفاتها كلها، ويزيد عليها بالاستطالة، فلولا الاستطالة واختلاف المخرجيْن لكانت ظاءً، وهم أكثر الشاميين وبعض أهل المشرق، وهذا لا يجوز في كلام الله تعالى، لمخالفة المعنى الذي أراد الله تعالى، إذ لو قلنا ( ((((((((((((( (بالظاء كان معناه الدائمين، وهذا خلاف مراد الله تعالى، وهو مُبطل للصلاة، لأن "الضلال" بالضاد هو ضد الهدى، كقوله: ( (((( ((( ((((((((( (((( ((((((( ( ( (((( ((((((((((((( (ونحوه، وبالظاء هو الدوام كقوله: ( (((( ((((((((( ((((((((( ( وشبهه... الخ"(١٢٢).
- تُمدُّ الألف هنا مداً لازماً مشبعاً، وهذا المد هو أعلى درجات المد الفرعي الذي سببه السكون.
…إلا أن بعض أهل هذا الفن يرون أن هذا المد يُمدُّ على قدر أربع ألفِات، وهم الآخذون بالتوسط ابن مجاهد وعامةُ أصحابه، رواها عنهُ أبوعمرو الداني بسنده عن أحمد بن نصر يحكيه عن بعض المشيخة عن مجاهد، وذكرهُ ابن الجزري في النشر عن أبي بكر بن مهران حكاية ١/٣١٧، وانتصر لهذا المذهب عبدالوهاب القرطبي في المُوضح في التجويد ص ١٣٤-١٣٥(١٢٣).