…قال ابن حجر: "والمراد أنه إذا كان أفطن كان قادراً على أن يكون أبلغ في حجته من الآخر" اهـ(٣٦).
٥- التعريض والتورية أو فحوى القول ومعناه: ومنهُ قولُه تعالى: ( (((((((((((((((((( ((( (((((( (((((((((( ((٣٧). أي: معناهُ وفحواه.
قال الراغب الأصفهاني في المفردات: ".... وإما بإزالته -أي اللحن- عن التصريح وصرفه بمعناه إلى تعريض وفحوى، وهو محمود عند أكثر الأدباء من حيث البلاغة، وإياه قصد الشاعر:
وخير الحديث ما كان لحناً
وإياهُ قُصد بقوله تعالى: ( (((((((((((((((((( ((( (((((( (((((((((( ( اهـ(٣٨).
اللحن اصطلاحاً: هو خلل يطرأ على الألفاظ فيُخِلُّ(٣٩).
وهو قسمان: (لحن جلي، لحن خفي).
…فإن كان خللاً يطرأ على الألفاظ يخلُّ بالمعنى والعُرف(٤٠) كرفع المنصوب ونصب المرفوع، وخفض المنصوب والمرفوع، أو ما أشبه ذلك، فذلك اللحن الجلي الذي يَعرِفهُ المقرئون والنحويون وغيرهم ممَّن قد شمَّ رائحة العلم(٤١).
…ويُمثَّل لهُ بأمثلةٍ كثيرةٍ منها: ضمُّ التاء من قولهِ تعالى: ( (((((((((( (((((((((( ((٤٢) أو فتح التاء من قولِه ( ((( (((((( (((((( ((٤٣)(٤٤) أو خفض اللام من رسوله في قولِه تعالى: ( (((( (((( (((((((( ((((( ((((((((((((((( ( (((((((((((( ((٤٥)(٤٦).
وإن كان خللاً يطرأ على الألفاظ فيُخلُّ برونق القراءة وحُسنِ الأداء من الإفراط في تشديد المشدَّد وتحفيف المُخفَّف وتغليظ اللاماتِ وتشريبها الغُنَّة، وإظهار المُخفى، وتفريط المدِّ، وتغليظ الراء وتكريرها، وهذا القسم لا يعرفه إلا القارئ المُتقن، والمُجوِّد الضابط (٤٧)(٤٨).
…ويقول علَمُ الدِّين السَّخاوي: "فأما اللحنُ الجليُّ: فهو تغيير الإعراب، والخفي هو أن لا يُوفِّي الحرف حقه وأن يقصِّر في صفته التي هي لهُ، أو يزيد على ذلك كالإفراط في التمطيط، والتعسُّف في التفكيك، والإسراف في إشباع الحركات وفي التشديد" اهـ(٤٩)(٥٠).
المبحث الثالث