اللَّحنُ الجلي في سورة الفاتحة داخل الصلاة
هذه المسألة من أهم المسائل التي يذكرها الفقهاءُ في كتبهم في باب القراءة في الصلاة، ذلك لأن سورة الفاتحة ركن من أركان الصلاة لا تصح الصلاةُ إلا بها (٥١)؛ لذا كان لزاماً عليَّ أن أذكر هذه المسألة والتي هي من شِقيَّن:
١- اللَّحن الجلي في سورة الفاتحة في الصلاة إذا كان لا يُحيل المعنى:
…فقد اتفق الفقهاء (٥٢) على صحة صلاة من كانت تلك حالهُ، ولكن إمامته مكروهة، وذلك مثل: ضم الهاء من قولِه ( (((((((((( (( ( أو ضم الباء من قولِه ( (((((( (((((((((((((( (، أو فتح الدال من ( ((((((( (، ونون ( ((((((((((( ( الثانية، وغير ذلك.
٢- اللَّحن الجلي في سورة الفاتحة في الصلاة إذا كان يُحيل المعنى، وذلك مثل ضم التاء أو كسرها من قولِه تعالى: ( (((((((((( ( أو تخفيف الياء أو كسر الكاف في قولِه ( ((((((((( (، أو النطق بالضاد ظاءً من قولِه ( (((( ((((((((((((( (، وغير ذلك.
فقد اختلف الفقهاءُ في هذه المسألة على أقوال:
١- المالكية: يرى المالكية أن الذي لا يُحسن القرآن أشدُّ حالاً ممن ترك القراءة أصلاً.
قال الإمام مالك -يرحمه الله- "إذا صلى الإمام بقوم فترك القراءة انتقضت صلاته وصلاة من خلفه وأعادوا، وإن ذهب الوقتُ قال: فذلك الذي لا يُحسن القرآن أشد عندي من هذا؛ لأنه لا ينبغي لأحد أن يأتمَّ لا يُحسن القرآن" اهـ (٥٣).
٢- قول الأحناف: فصَّل الأحناف في هذه المسألة على أقوال ثلاثة:
أ - المتقدمون من الأحناف يرون أن اللحن الجلي إذا كان يُغيِّر المعنى تغييراً يكون اعتقادُهُ كُفراً، فصلاتُه باطلة سواء وُجد مثلُهُ في القرآن أم لا.
ب - إذا كان لحناً جلياً لا يُغيِّر المعنى تغييراً فاحشاً فصلاتُهُ باطلةٌ أيضاً عند أبي حنيفة وصاحبه محمد بن الحسن، وعند أبي يوسف وبقية الأحناف لا تفسُد لعموم البلوى.


الصفحة التالية
Icon