قال ابن قدامة: فإن ترك ترتيبها، أو تشديدةً منها، أو قطَعها بذِكْرٍ كثير، أو سكوتٍ طويل، لزمَهُ استئنافها، وجملة ذلك، أنه يلزمُهُ أن يأتي بقراءة الفاتحة مرتبة مُشدَّدة، غير ملحونٍ فيها لحناً يحيل المعنى، مثل أن يكسر كاف ( ((((((( ( أو يضم تاء ( (((((((((( ( أو يفتح ألف الوصل في ( ((((((((( ( فإن أخلَّ بالترتيب، أو لحن فيها لحناً يُحيل المعنى، لم يُعتدَّ بها؛ لأن النبي ( كان يقرؤها مُرتبةً، وقد قال: ((صلوا كما رأيتموني أُصلِّي)) إلا أن يعجز عن غير هذا، وكذلك إن أخلَّ بتشديدةٍ منها... إلى قولِه فإن لم يُحسن الفاتحة، وضاق الوقت عن تعلمها قرأ قدرها في عدد الحروف، وقيل في عدد الآيات من غيرها، فإن لم يُحسن إلا آية كرَّرها بقدرها... الخ" (٥٨).
…وسُئل شيخ الإسلام ابن تيمية -يرحمه الله- عمَّن يلحنُ في الفاتحة هل تصحُّ صلاتُهُ أم لا؟
فأجاب: أما اللحن في الفاتحة الذي لا يحيل المعنى فتصح صلاة صاحبه، إماماً أو منفراداً، مثل أن يقول (رب العالمين والضالِّين(٥٩) ونحو ذلك، وأما ما قُرئ به مثل: الحمد لله ربَّ، وربِّ، وربُّ، ومثل الحمد، والحمد لُله بضم اللام، أو بكسر الدال، ومثل عليهِمُ، وعليهم(٦٠)، وعليهُمُ، فهذا لا يُعدُّ لحناً.
…وأما اللَّحن الذي يُحيل المعنى؛ إذا علم صاحبُهُ معناهُ مثل أن يقول "صراط الذين أنعمتُ عليهم" وهو يعلم أن هذا ضمير المتكلم لا تصحُ صلاتُهُ، وإن لم يعلم أنه يحيل المعنى واعتقد أن هذا ضمير المخاطب ففيه نزاع، والله أعلم" اهـ (٦١).
…والذي يظهر في هذه المسألة والله أعلم أن الذي يلحن في فاتحة الكتاب لحناً جلياً يُحيل المعنى لا يخلو من إحدى حالتين:
الحالة الأولى: إما أن يكون من خطأ أو نسيان فهذا والله أعلم داخل تحت عموم قوله تعالى: ( ((((((( (( ((((((((((((( ((( ((((((((( (((( ((((((((((( ( (٦٢) قال: قد فعلت (٦٣).