} ولقد همَّتْ بِهِ وهمَّ بها لوْلا أنْ رأى بُرهانَ ربِّهِ كذلك لنَصرِفَ عنْهُ السوُءَ والفَحشاءَ إنَّهُ مِنْ عِبَاِدنَا المُخْلَصِيِنْ * واسْتَبَقا البابَ وقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ وألْفَيَا سيَّدَهاَ لدى البابْ قالتْ ما جَزاءُ مَنْ أرادَ بأهْلِكَ سُوُءاً إلاَّ أن يُسْجنَ أو عَذَابٌ أليم * قالَ هيَ راوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي وشَهِدَ شاهدٌ مِنْ أهلِها إنْ كان قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وهُوَ مِنَ الكاذبِين * وإنْ كان قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وهُوَ مِنَ الصَادِقِين * فلَمَا رأى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قال إنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إنَّ كَيْدَكُنَّ عظِيم * ﴿ يوسف / ٢٤ إلى ٢٧.
********
ونستطيع هنا أن نتكلم - بفضلِ الله - عن جملةٍ من مسائل القانون والشرع، في هذه الآيات، وكالآتي :
جعليَّة النتائج
وموجَبَات العقود
الجعل هو : أن تترتب نتائج الأفعال عليها بإلزامٍ من الله جلّ وعلا، سواءٌ أقصد المكلف ذلك أم لم يقصد.
فقوله تعالى على لسان سيِّدنا يعقوب - عليه السلام -، لأولاده :
{ وما أغني عنكم من الله من شيء إن الحكم إلاَّ لله... ﴾
أي : أنَّ ما أرشدتكم إليه من احتياطات الدخول من أبوابٍ متفرقةٍ، ما هو إلاَّ مباشرة للسبب المقدور، أمَّا نتيجته فلا أضمنها لكم، لأن ليس الحكم إلاَّ لله تعالى، يُرتب النتائج إن شاء، وليس أنا أو غيري هو الذي يضمن حصولها..
﴿ إنْ الحكم إلاَّ لله.. ﴾.
وبهذه [ الإشارة من النص ]، تدليل على جعلية موجَبَات العقود، ونتائج الأفعال عموماً.
فأمَّا إشارة النص فهي : ألاَّ يكون النص مُساقاً أصلاً لما استُفيد منه، وإنَّما الإستفادة للحكم تكون عرضيَّة، وما سيق له قد حكماً ظاهراً، أو نصَّا ً، وهما واضحان، على ما عُلم في علم الأصول، والمراد منه واضح.