ثم بدأ برأس الشهوات فقال :﴿من النساء﴾ وذلك لمن شُغف بهن فصرف عن ذكر الله، أو تناولهن على وجه الحرام. وفي الخبر عنه - عليه الصلاة والسلام - :" مَا تَرَكْتُ في الناس بَعْدِي فِتْنَةً أَضَرُّ عَلَى الرِّجَالِ مِنَ النِّسَاءِ " وفي خبر آخر :" النظر إلى محاسن المرأة من سهام إبليس " ومَنْ ثَمَّ جُعِلْنَ في القرآن عين الشهوات، قال تعالى :﴿زيّن للناس حب الشهوات من النساء﴾.
جزء : ١ رقم الصفحة : ٢٩٤
وقال بعض العارفين : ما أيس الشيطانُ من إنسان قط إلا أتاه من قبل النساء. وقال عليّ رضي الله عنه : أيها الناس، لا تطيعوا للنساء أمراً، ولا تَدَعُوهُنَّ يدبرن أمر عيش، فإنهن إن تُرِكْنَ وما يُرِدْن أفسدن الملك، وعصَين المالك، وجدناهن لا دين لهن في خلَواتهن، ولا ورع لهن عن شهواتهن اللذة بهن يسيرة، والحيرة بهن كثيرة، فأما صوالحهن ففاجرات، وأما طوالحهن فعاهرات - أي : زانيات -، وأما المعصومات فهن المعدومات، يتظلمن وهن الظالمات، ويتمنعن وهن الراغبات، ويحلفن وهن الكاذبات، فاستعيذوا بالله من شرارهن، وكونوا على وجل من خيارهن، والسلام. هـ.
﴿والبنين﴾ : قال - عليه الصلاة والسلام - :" إنهم لثمرة القلوب، وقُرَّةُ الأعيُن، وأنهم مع ذلك لَمَجْبَنَةٌ مَبْخَلَةٌ مَحْزَنَةٌ " ﴿والقناطير المقنطرة﴾ : أي : المجموعة المنضدة،
٢٩٥