﴿من الذهب والفضة. والخيل المسومة﴾ أي : المعلمة : وهي البلق، أو غيرها، وفي الحديث عنه ﷺ :" الخَيْلُ معقودٌ في نَواصِيها الخَيْرُ إلى يضوْمِ القِيَامةِ، الأجرُ والمَغْنمُ ". وعن أنس قال :(لم يكن شيء أحب إلى النبيّ ﷺ بعد النساء، من الخيل). وعن أبي وهب الجشمي قال النبيّ ﷺ :" ارتبطوا الخيل، وامسحوا بنواصيها، وقَلِّدُوها، ولا تقلدوها الأوتار، وعليكم بكل كُمَيْت أغر مُحَجِّلِ، أو أشقر أغر محجل، أو أدهم أغر مُحَجَّل " وعن خباب رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ :" الخيل ثلاثة : فرس للرحمن، وفرس للإنسان، وفرس للشيطان، فأما فرس الرحمن فما اتخذ لله في سبيل الله، وقوتل عليه أعداء الله، وأما فرس الإنسان فما استطرق عليه " - أي : ركب عليه في طريق حوائجه، " وأما فرس الشيطان فما روهن عليه، وقومر عليه " وفي البخاري ما يشهد لهذا.
ومما زُيِّن للناس أيضاً : حب ﴿الأنعام﴾، وهي الإبل والبقر والغنم، إن شغلته عن ذكر الله، ومنع منها حق الله، ﴿والحرث﴾ أي : الزراعة والغراسة، ﴿ذلك﴾ الذي ذكرت ﴿متاع الحياة الدنيا﴾ الفانية الزائلة، ﴿والله عنده حسن المآب﴾، أي : المرجع في دار البقاء التي لا يفنى نعيمها، ولا تنقطع حياتها إلى أبد الأبد.
الإشارة : كل ما يقطع القلبّ عن الشهود، أوُ يُفَتِّرُهُ عن السير إلى الملك المعبود، فهو شهوة، كائناً ما كان، أغياراً أو أنواراً، أو علوماً أو أحوالاً، أو غير ذلك، فالنساء الأغيار، والبنون الأنوار، والقناطير المقنطرة من الذهب علوم الطريقة، والفضة علوم الشريعة، والخيل المسومة هي الأحوال، والأنعام الأذكار، والحرب استعمال الفكرة. فكل مَنْ وقف مع حلاوة شيء من هذا، ولم يُفْضِ إلى راحة الشهود والعيان، فهي في حقه شهوة.
جزء : ١ رقم الصفحة : ٢٩٤


الصفحة التالية
Icon