وعن جابر قال : قال النبيّ ﷺ :" سَاعَةٌ مِنْ عَالمِ يتَّكِئ على فِرَاشِهِ، ينظُرُ في علمهِ، خَيرٌ مِنْ عِبَادَة العَابِد سَبعينَ عاماً " وعن معاذ قالَ : قال النبيّ ﷺ :" تعلموا العلم فإن تعلمه لله خشيةٌ، ومدارستَه تسبيحٌ، والبحث فيه جهادٌ، وتعليمه مَنْ لا يعلمه صدقةٌ، وتذكُّره في أهله قُرْبَة " ثم قال في آخر الحديث في فضل أهل العلم :" وتَرْغَبُ الملائكة في خُلتِهم، وبأجنحتها تمسحُهم، وفي صلاتها تستغفر لهم، وكلُّ رطب ويابس يستغفر لهم. حتى حيتان البحر وهوامه، وسباع الأرضين وأنعامها، والسماء ونجومها، ألا وإن العلم حياةُ القلوب من العمى، ونورُ الأبصار من الظلم، وقوة الأبدان من الضعف، يبلغ بالعبد منزل الأحرار ومجالسة الملوك، والفكر فيه يُعْدل بالصيام، ومدارسته بالقيام، وبه يُعرف الحلال والحرام، وبه تُوصلَ الأرحام، العلم إمام والعمل تابعه، يُلْهَمُه بالسعداء، ويُحْرَمه الأشقياء ". حال كون الحقّ تعالى ﴿قائماً بالقسط﴾ أي : مُدبراً لأمر خلقه بالعدل، فيما حكم وأبرم، ﴿لا إله إلا هو﴾، كرر الشهادة للتأكيد، ومزيد الاعتبار بأمر التوحيد، والحكم به، بعد إقامته الدليل. عليه وقال جعفر الصادق :(الأُولى وصف وتوحيد، والثانية رسم وتعليم). أي : قولوا :﴿لا إله إلا هو﴾، أو ليرتب عليه قوله :﴿العزيز
٢٩٩
الحكيم﴾، فيعلم أنه الموصوف بهما، وقدَّم ﴿العزيز﴾ ليتقدم العلم بقدرته على العلم بحكمته.