سورة البقرة
جزء : ١ رقم الصفحة : ٤١
﴿الم﴾
وقد حارت العقول في رموز الحكماء، فكيف بالأنبياء ؟ فكيف بالمرسلين ؟ فكيف بسيد المرسلين ؟، فكيف يطمع أحد في إدراك حقائق رموز رب العالمين ؟ ! قال الصديق رضي الله عنه :(في كل كتاب سر، وسر القرآن فواتح السور). هـ. فمعرفة أسرار هذه الحروف لا يقف عليها إلا الصفوة من أكابر الأولياء. وكل واحد يلمع له على قدر صفاء شربه.
وأقرب ما فيها أنها أشياء أقسم الله بها لشرفها. فقيل : إنها مختصرة من أسمائه تعالى، فالألف من الله، واللام من اللطيف، والميم من مهيمن أو مجيد. وقيل : من أسماء نبيه ﷺ فالميم مختصرة إما من المصطفى، ويدل عليه زيادة الصاد في ﴿المص﴾
٥١
[الأعرَاف : ١]، أو من المرسل، ويدل عليه زيادة في الراء ﴿المر﴾ [الرعّد : ١]. و ﴿الر﴾ [الحِجر : ١] مختصرة من الرسول. فكأن الحق تعالى يقول : يا أيها المصطفى أو يا أيها الرسول ﴿ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ﴾ [البَقَرَة : ٢] أو هذا ﴿كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ﴾ [الأعراف : ٢] أو غير ذلك، ويدل على هذا توجيه الخطاب إليه ﷺ بعد هذه الرموز. و ﴿كهيعص﴾ [مريَم : ١] مختصرة من الكافي والهادي والولي والعالم والصادق، و ﴿طه﴾ [طه : ١] من طاهر، و ﴿طس﴾ [النَّمل : ١] من يا طاهر يا سيد، ويا محمد في ﴿طسم﴾ [الشُّعَرَاء : ١]، إلى غير ذلك.


الصفحة التالية
Icon