وعن أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه قال : سألت النبيّ ﷺ أيُّ النَّاسِ أشَدُّ عَذَاباً يَوْمَ القيامة ؟ قال :" رَجُلٌ قَتَلَ نَبِيّاً، أو رَجل أمَرَ بالمُنكَر ونَهَى عن المَعْرُوفِ، ثم قرأ النبيّ ﷺ ﴿ويقتلون النبيين بغير حق﴾ الآية، ثم قال : يا أبَا عُبَيْدَةَ، قتلَتْ بَنُوا إسْرَائِيلَ ثلاثةً وأرْبَعِين نبيّاً أوَّل النَّهَار في سَاعَةٍ، فقام مائة وعشرون من عُبَّادِ بَني إسْرَائِيل فأَمرُوهم بالمَعرُوف ونَهوهُمْ عن المنكر، فقتلوهم جميعاً مِنْ آخِرِ النَّهارِ من ذلك اليوم، فهم الذين ذكرهم في كتابه، وأنزل الآية فيهم " هـ. من الثعلبي.
الإشارة : ذكر في الآية الأولى تشجيع المريدين، وأمرهم بالصبر والتسليم لإذاية المؤذين، وذكر هنا وبال المؤذين الجاحدين لخصوصية المقربين، فالأولياء والعلماء ورثة الأنبياء، فمن آذاهم فله عذاب أليم، في الدنيا ؛ بغم الحجاب وسوء المنقلب، وفي الآخرة ؛ بالبعد عن ساحة المقربين، وبالسقوط إلى دَرْكَ الأسفلين، والله تعالى أعلم.
جزء : ١ رقم الصفحة : ٣٠٢
قلت : التنكير في ﴿نصيب﴾ ؛ يحتمل التحقير والتعظيم، والأول أقرب. وجملة :﴿وهم معرضون﴾ ؛ حال من ﴿فريق﴾ ؛ يتخصيصه بالصفة.


الصفحة التالية
Icon