فلا تُوالوا الكفار ﴿إلا أن تتقوا منهم تقاة﴾ أيْ : إلا أن تخافوا من جهتهم ما يجب اتقاؤه، فلا بأس بمداراتهم ظاهراً، والبعد منهم بطناً، كما قال عيسى عليه السلام :(كن وَسَطاً وامْشِ جانباً). وقال ابن مسعود رضي الله عنه : خالطوا الناس وزايلوهم، وصافحوهم بما يشتهون، ودينكم لا تَثْلُموه. وقال جعفر الصادق : إني لأسمع الرجل يشتمني في المسجد، فأستتر منه بالسارية لئلا يراني. هـ. ﴿ويحذركم الله نفسه﴾ أي : يخوفكم عذابه على موالاة الكفار ومخالفة أمره وارتكاب نهيه، تقول العرب : احذرنا فلاناً : أي : ضرره لا ذاته، وفي ذكر النفس زيادة تهديد يُؤذِن بعقاب يصدر منه بلا واسطة، ﴿وإلى الله المصير﴾ ؛ فيحسر كل قوم مَن أحب.
جزء : ١ رقم الصفحة : ٣٠٧


الصفحة التالية
Icon