وقوله :﴿فإن تولوا﴾ : فعل ماض مجزوم المحل، ولم يدغمه البَزِّي هنا، على عادته في الماضي، لعدم موجبه.
يقول الحقّ جلّ جلاله :﴿قل﴾ يا محمد لمن يدّعي أنه يحب الله ولا يتبع رسوله :﴿إن كنتم تحبون الله﴾ كما زعمتم، ﴿فاتبعوني﴾ في أقوالي وأفعالي وأحوالي، ﴿يحببكم الله﴾ أي : يرضى عنكم ويقربكم إليه، ﴿ويغفر لكم ذنوبكم﴾ أي : يكشف الحجاب عن قلوبكم بغفران الذنوب ومحو العيوب، فيقربكم من جناب عزه، ويبوئكم في جِوار قدسه، ﴿والله غفور رحيم﴾ لمن تحبب إليه بطاعته واتباع رسوله.
٣٠٩
﴿قل أطيعوا الله﴾ فيما يأمركم به وينهاكم عنه، ﴿والرسول﴾ فيما يَسُنه لكم ويرغبكم فيه، ﴿فإن تولوا﴾ وأعرَضوا عنه، فقد تعرضوا لمقت الله وغضبه بكفرهم به ؛ ﴿فإن الله لا يحب الكافرين﴾ أي : لا يرضى عنهم ولا يقبل عليهم، وإنما لم يقل : لا يحبهم ؛ لقصد العموم، والدلالة على أن التولي عن الرسول كفر، وأنه بريء من محبة الله، وأن محبته مخصوصة بالمؤمنين.


الصفحة التالية
Icon