ثم ذكر الحق تعالى بيان نشأة عيسى عليه السلام، وبيان أصله ونشأة أمه، توطئة للكلام مع النصارى والرد عليهم في اعتقادهم فيه. وقال البيضاوي : لما أوجب الله طاعة الرسل، وبيَّن أنها الجالبة لمحبة الله، عقَّب ذلك ببيان مناقبهم تحريضاً عليها.
٣١٠
جزء : ١ رقم الصفحة : ٣٠٩
قلت :﴿ذرية﴾ : حال، أبو بدل من الآلين، أو من نوح، أي : أنهم ذرية واحد متشعبة بعضها من بعض. و ﴿إذ قالت﴾ : ظرف لعليم، أو بإضمار اذكر. و ﴿محرراً﴾ : حال، والتحرير : التخلص، يقال : حررت العبد، إذا خلصته من الرق، وحررت الكتاب، إذا أصلحته وأخلصته، ولم يبق فيه ما يحتاج إلى إصلاح، ورجل حُر، أي : خالص، ليس لأحد عليه متعلق، والطين الحُر، أي : الخالص من الحمأة. وقوله :﴿وإني سميتها مريم﴾ : عطف على ﴿إني وضعتها﴾، وما بينهما اعتراض، من كلامها على قراءة التكلم، أو من كلام الله على قراءة التأنيث.


الصفحة التالية
Icon