وأحيي الموتى بإذن الله} لا بقدرتي دفعاً لتوهم الألوهية، فإن الإحياء ليس من طوق البشر. رُوِيَ أنه أحيا أربعة أنفس :(العازر)، وكان صديقاً له، فأرسلت أخته إلى عيسى أن أخاك العازر يموت، فأتاه من مسيرة ثلاثة أيام فوجده مات، فقال لأخته : انطلقي بنا إلى قبره، وهو في صخرة مطبقة، فدعا الله تعالى،
٣٢٠
فقام العازر يقطر ودكه، فعاش وولده له. و (ابن العجوز)، مُر بجنازته على عيسى عليه السلام فدعا الله تعالى، فجلس على سريره، ونزل عن أعناق الرجال، ولبس ثيابه، وحمل سريره على عنقه، ورجع إلى أهله، وبقي حتى وُلد له. و(ابنة العاشر)، كان يأخذ العشور، قيل له : أتحييها، وقد ماتت أمس ؟ فدعا الله تعالى، فعاشت وولد لها. و(سام بن نوح)، دعا باسم الله الأعظم، فخرج من قبره، وقد شاب نصف رأسه، فقال : أقامت الساعة ؟ قال : لا، لكني دعوت الله فأحياك، ما لي أرى الشيب في رأسك، ولم يكن في زمانك ؟ قال : سمعت الصيحة، فظننت أن الساعة قامت فشبت من هولها. قيل : كان يحيي الموتى بـ ﴿يا حي يا قيوم﴾.
﴿وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم﴾، لما أبرأ الأكمه والأبرص قالوا، هذا سحر، أخبرنا بما نأكل وما ندخر ؟ فكان يُخبر الرجل بما يأكل في غدائه وعشائه، ورُوِيَ أنه لما كان في المكتب، كان يحدث الغلمان بما يصنع لهم آباؤهم من الطعام، فيقول للغلام : انطلق... غداء أهلك كذا وكذا، فيقول أهله : من أخبرك بهذا ؟ قال : عيسى، فحبسوا صبيانهم عنه، وقالوا : لا تلعبوا مع هذا الساحر، فجمعوهم في بيت، فجاء عيسى يطلبهم، فقالوا : ليسوا ههنا، قال : ماذا في البيت ؟ قالوا : خنازير، قال عيسى : كذلك يكونون، ففتحوا الباب، فإذا هم خنازير، فهموا بقتله، فهربت به أمه إلى مصر. قاله السُّدي.


الصفحة التالية
Icon