وأما العمل البدني : فهو إقامة الصلاة، والمراد بإقامتها إتقان شروطها وأركانها وخشوعها، وحفظ السر فيها، قال الشيخ أبو العباس المرسي رضي الله عنه :(كل موضع ذكر فيه المصلّون في معرض المدح فإنما جاء لمن أقام الصلاة، إما بلفظ الإقامة، وإما بمعنى يرجع إليها، قال تعالى ﴿الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقيمُونَ الصَّلاَةَ﴾، وقال تعالى :﴿أَقِمِ الصَّلاَةَ﴾ [الإسرَاء : ٧٨]، ﴿وَالْمُقِيمِى الصَّلاَةِ﴾ [الحَجّ : ٣٥]، ولما ذكر المصلّين بالغفلة قال :﴿فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَن صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ﴾ [الماعون : ٤، ٥] ولم يقل : فويل للمقيمين الصلاة).
جزء : ١ رقم الصفحة : ٥٤
وأما العمل المالي فهو الإنفاق في سبيل الله واجباً أو مندوباً، وهو من أفضل القربات، يقول الله - تبارك وتعالى :" يا ابنَ آدم أنفِقْ، أنفقْ عليك "، وفي حديث آخر :" أنفِقْ ولا تخَفْ مِنْ ذي العرشِ إقْلالاً " وقال ﷺ :" إنّ فِي الجنَةِ غُرفاً يُرى ظَاهِرُهَا مِنْ باطنها وباطِنَها مِنْ ظَاهِرهَا "، قيل : لِمَنْ هِي يا رسولَ الله ؟ قال :" لِمَنْ أطْعَمَ الطعَامَ،
٥٤