وأفْشَى، السلام، وصَلى باللَّيْلِ والناسُ نِيام " وقال أيضاً ﷺ :" إن الله - عزّ وجلّ - ليُدْخلُ باللقمةِ مِن الخبز والقبضةِ مِن التمْر ومثله ممَّا ينتفع به المسكين ثلاثةً، الجنةَ : رَب البيتِ الآمرَ به، والزوجة تصلحه، والخادمَ الذي يناولهُ المسْكِين " وقال أيضاً ﷺ :" إنّ الصدقةَ لتسُدُّ سَبعينَ باباً من السّوء " وقال أيضاً ﷺ :" صنائِع المعْرُوف تقي مَصارعَ السُّوءِ، وصدقةُ السِّر تُطفِئ غَضَبَ الربِّ، وصِلةُ الرَّحِم تزيدُ في العمرِ ". الإشارة : يا من غرق في بحر الذات وتيار الصفات ﴿ذلك الكتاب﴾ الذي تسمع من أنوار ملكوتنا، وأسرار جبروتنا ﴿لا ريب فيه﴾ أنه من عندنا، فلا تسمعه من غيرها، ﴿فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْءَانَهُ﴾ [القيامة : ١٨]، فهو هاد لشهود ذاتنا، ومرشد للوصول إلى حضرتنا، لمن اتقى شهود غيرِنا، وغرق في بحر وحدتنا، الذي يؤمن بغيب غيبنا، وأسرار جبروتنا، التي لا تحيط بها العلوم، ولا تسمو إلى نهايتها الأفكار والفهوم، الذي جمع بين مشاهدة الربوبية، والقيام بوظائف العبودية، إظهاراً لسر الحكمة بعد التحقق بشهود القدرة، فهو على صلاته دائم، وقلبه في غيب الملكوت هائم، ينفق مما رزقه الله من أسرار العلوم ومخازن الفهوم، فهو دائماً ينفق من سعة علمه وأنوار فيضه، فلا جرم أنه على بينة من ربه.
ولمَّا ذكر الحق تعالى من آمن من العرب، ذكر من آمن من أهل الكتاب.
جزء : ١ رقم الصفحة : ٥٤


الصفحة التالية
Icon