جزء : ١ رقم الصفحة : ٣٥٤
قلت :﴿يوم﴾ متعلق بالاستقرار في خبر ﴿أولئك﴾، أو باذكر ؛ محذوفة، وقوله :﴿أكفرتم﴾ : محكي بقول محذوف جواب ﴿أما﴾، أي : فيقال لهم : أكفرتم.
يقول الحقّ جلّ جلاله :﴿ولا تكونوا﴾ كاليهود والنصارى الذين ﴿تفرقوا﴾ في التوحيد والتنزيه، ﴿واختلفوا﴾ في أحوال الآخرة، قال عليه الصلاة والسلام :" افْتَرقَتِ اليَهُودُ على إِحْدَى وسَبْعِين فرقَةً، وافْتَرقَت النَّصارَى عَلَى ثَنْتَيْنِ وسَبْعِين فِرقَةٌ، وستفترق أمتي على ثلاثٍ وسَبْعِينَ فِرْقةً، كلُّها في النَّارِ إلا وَاحِدةً. قيل : ومَنْ تلك الواحدة ؟ قال : ما أَنَا وأَصْحابِي عَلَيْه " وهذا الحديث أصح مما تقدم، والصحابة يروْوُن الحديث بالمعنى، فلعلَّ الأول نسي بعض الحديث. والله أعلم.
ثم إن النهي مخصوص بالتفرق في الأصول دون الفروع، لقوله عليه الصلاة والسلام :" اخْتلاَفُ أُمَّتِي رَحْمَةٌ "، ولقوله :" من اجْتَهَدَ وأصَابَ فله أجْرَانِ، ومن اجْتَهدَ وأخطَأَ فَلَهُ أجْرٌ وَاحد ". ثم إن أهل الكتاب تفرقوا ﴿من بعد ما جاءهم البينات﴾ أي : الآيات والحجج المبينة للحق الموجبة للاتفاق عليه، ﴿وأولئك لهم عذاب عظيم﴾، يستقر لهم هذا
٣٥٦


الصفحة التالية
Icon