جزء : ١ رقم الصفحة : ٥٨
وقال أيضاً :
وأَنْكَرُوهُ مَلاٌ عَوَامٌ
لَمْ يَفْهَمُوا مَقْصُودَهُ فَهَامُوا
فَتُبْ أيها المذكر قبل الفوات، واطلب من يأخذ بيدك قبل الممات، لئلا تلقى الله بقلب سقيم، فتكون في الحضيض الأسفل من عذابه الأليم، فسبب العذاب وجود
٥٩
الحجاب، وإتمام النعيم النظر لوجهه الكريم، منحنا الله منه الحظ الأوفى في الدنيا والآخرة. آمين.
جزء : ١ رقم الصفحة : ٥٨
قلت : الكاف من ﴿كَمَا آمَنَ﴾ صفة لمصدر محذوف، و ﴿ما﴾ مصدرية. أي : إذا قيل لهم آمنوا إيماناً خالصاً من النفاق مثل إيمان المسلمين، أو من أسلم من جلدتهم، والسفه : خفة وطيش في العقل، يقال : ثوب سفيه، أي : خفيف.
يقول الحقّ جلّ جلاله :﴿وَإذَا قِيلَ﴾ لهؤلاء المنافقين من المشركين واليهود : اتركوا ما أنتم عليه من الكفر والجحود، وراقبوا الملك المعبود، وطهروا قلوبكم من الكفر والنفاق، وأقصروا مما أنتم فيه من العباد والشقاق و ﴿آمنوا﴾ إيماناً خالصاً مثل إيمان المسلمين، لتكونوا معهم في أعلى عليين، " مَنْ أحَبَّ قَوْماً حُشرِ مَعهم ". " المَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ "، ﴿قَالُوا﴾ مترجمين عما في قلوبهم من الكفر والنفاق :﴿أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفُهَاءُ﴾ الذين لا عقل لهم، إذ جُلهم فقراء ومَوَالي.