وبادروا إلى الإيمان ﴿بِمَا أَنْزَلْتُ﴾ على محمد رسولي، من كتابي، الذي هو مصدق ﴿لِّمَا مَعَكُمْ﴾ من التوراة، ومهيمن عليه، ﴿وَلاَ تَكُونُوا أَوَّلَ﴾ فريق ﴿كَافِرِ بِهِ﴾، فتبوؤوا بإثمكم وإثم من تبعكم، ولا تستبدلوا الإيمان الذي هو سبب الفوز في الدارين، بالعرضِ الفاني الذي تأخذونه من سفلتكم، فإنه ثمن قليل يعقبه عذاب جليل وخزي كبير. ولا تخشوا أحداً سواي ؛ فإن النفع والضرر بيدي، ولا تخلطوا ﴿الْحَقَّ﴾ الذي هو ذكر محمد ﷺ وصفته التي في كتابكم، ﴿بِالْبَاطِلِ﴾ الذي تريدونه تحريفاً وتأويلاً، ﴿و﴾ لا ﴿تكتموا الحّقَّ﴾ الذي عندكم، من ذكر محمد وصحة رسالته، ﴿وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ أنكم محرفون، ولابسون عناداً وحسداً، فيحل عليكم غضبي وعقابي، ﴿وَمَن يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِى فَقَدْ هَوَى﴾ [طه : ٨١]. فإذا حصلتم أصول الدين، وهو الإيمان، فاشتغلوا بفروعه، وهي الصلاة والزكاة وغيرهما، فأدوهما على منهاج المسلمين. واجعلوا صلاتكم في جماعة المؤمنين ؛ فإنَّ صلاة الجماعة تُفضلُ غيرها بسبعٍ وعشرين درجة، مع سريان واقتباس الأنوار من الصالحين والأبرار، وبالله التوفيق.
٧٨