جزء : ١ رقم الصفحة : ٨٥
قلت :﴿جهرة﴾ مصدر نرى ؛ لأنه نوع منه، أي : نرى الله رؤية عيان، أو حال من الفاعل، أي : نراه معاينين له، أو من المفعول ؛ أي : نراه معاينة.
يقول الحقّ جلّ جلاله : واذكروا أيضاً، يا بني إسرائيل، حين قلتم لموسى عليه السلام لما رجع من الطور، ووجدكم قد عبدتم العجل، فأخذ منكم سبعين رجلاً ممن لم يعبد العجل، وذهب يعتذر، فلما سمعتم كلامي أنكرتموه وحرفتموه، وقلتم :﴿لَن نُؤْمِنَ لَكَ﴾ أن هذا كلام الله ﴿حَتَّى نَرَى اللّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةِ﴾ بسبب طلبكم ما لا طاقة لكم به، فغبتم عن إحساسكم، وذهبت أرواحكم، ﴿وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ﴾ ما فعل بكم، فاستشفع فيكم موسى عليه السلام وقال : يا ﴿رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِّن قَبْلُ وَإِيَّاىَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَآءُ مِنَّا﴾ [الأعرَاف : ١٥٥] كيف أرجع إلى قومي بغير هؤلاء ؟ ﴿ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْد مَوْتِكُمْ﴾ وعشتم زماناً بعد ذلك ﴿لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ هذه النعمة، وتقومون بحسن الخدمة، فتقروا بربوبيتي، وتصدقوا برسلي، فلم تفعلوا.