الإشارة : من شأن الأرواح الطيبة التشوق إلى الحضرة، والتشوف إلى العيان والنظرة، فلا يحصل لها كمال التصديق والإيقان إلا بعد الشهود والعيان، فلما علم الحق سبحانه من بعض الأرواح صدق الطلب، رفع عنها الحجاب، وفتح لها الباب، فأخذتها صاعقة الدهشة والحيرة، ولم تطق صدمة المشاهدة والنظرة، فغابت عن الأشكال والرسوم في مشاهدة أنوار الحي القيوم، ثم مَنَّ عليها بالبعث من موت الفناء إلى حياة البقاء، فأمنت من الشقاء، فحصلت لها الحياة الدائمة والسعادة السرمدية. فالصاعقة عند أهل الفن هي عبارة عن الغيبة عن النفس، وفناء دائرة الحس، وهي شهود عدمك لوجود الحق، والبعث منها هو مقام البقاء، وهو شهود الأثر بالله. وهو مقام حق اليقين. وحاصلة : شهود وجود الحق وحده، لا عدمك ولا وجودك، " كان الله ولا شيء معه، وهو الآن على ما عليه كان ". وبالله التوفيق.
جزء : ١ رقم الصفحة : ٨٦
قلت :﴿الغّمّامّ﴾ : السحاب الرقيق، و ﴿المَنِّ﴾ هنا : العسل، و ﴿السَّلْوى﴾ قيل : اللحم، والأصح : أنه اسم طائر كالسماني.
٨٧