فَتَحَصَّل أن القاتل لا يُخلَّد على المشهور إلاَّ إذا كان مستحلاً، وهذا أيضًا ما لم يقتص منه، وأما إذا اقتُص منه فالصحيح أنه يسقط عنه العقاب ؛ لقول النبي ﷺ :" مَن أصَابَ ذَنبًا فعُوقِبَ بِه في الدنيا فَهُوَ له كَفَّارَةٌ " وبه قال الجمهور، وكذلك إذا سَامَحَهُ ورثةُ الدم : لأنه حق ورثوه. والله تعالى أعلم.
الإشارة : الإيمان محلة القلوب، فالقلب هو المتصف بالإيمان حقيقة. فالمؤمن الحقيقي هو القلب، فمن قتله بتتبع الشهوات، وتراكم الغفلات، فجزاؤه نار القطيعة في
٨٥
سجن الأكوان، والبعد عن عرفان الشهود والعيان، وفي الحِكَم :" سبب العذاب وجود الحجاب، وإتمام النعيم بالنظر إلى وجهة الكريم ". والله تعالى أعلم.
جزء : ٢ رقم الصفحة : ٨٥
قلت :﴿السَّلم﴾ بالقصر : الانقياد والاستسلام، وبالمد : التحية. وجملة ﴿تبتغون﴾ : حال من الواو، مشعرة بما هو الحامل على العجلة.


الصفحة التالية
Icon