الإشارة : ما أحببت شيئًا إلا كنت له عبدًا، فاحذر أن تكون ممن يَعبُد من دون الله إناثًا، إن كنت تحب نفسك، وتؤثر هواها على حق مولاها، أو تكون عبد المرأة أو الخميصة أو البهيمة، أو غير ذلك من الشهوات التي أنت تحبها، واحذر أيضًا أن تكون من نصيب الشيطان بإيحاشك إلى الكريم المنان، وفي الحِكَم :" إذا علمت أن الشيطان لا يغفل عنك، فلا تغفل أنت عمن ناصيتك بيده ". فاشتغل بمحبة الحبيب، يكفيك عداوة العدو، فاتخذ الله وليًا وصاحبًا، ودع الشيطان جانبًا، غِب عن الشيطان باستغراقك في حضرة العِيان. وبالله التوفيق.
جزء : ٢ رقم الصفحة : ١٠١
قلت :﴿وعدّ اللهِ﴾ مصدر، مؤكد لنفسه، أي : وعدهم وعدًا، و ﴿حقًا﴾ مؤكد لغيره، أي : لمضمون الجملة قبله. انظر البيضاوي.
١٠٢
يقول الحقّ جلّ جلاله :﴿والذين آمنوا﴾ بالله ووحدوه، ﴿وعملوا﴾ الأعمال ﴿الصالحات﴾ التي كلفوا بها ﴿سندخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدًا﴾ وعدهم بذلك وعدًا حقًا، ﴿ومن أصدق من الله قيلاً﴾ أي : لا أحدَ أصدقُ من الله في قوله. والمقصود من الآية معارضة المواعيد الشيطانية الكاذبة لقرنائه، بوعد الله الصادق لأوليائه، ترغيبًا في تحصيل أسبابه. والله تعالى أعلم.
الإشارة : والذين جمعوا بين توحيد عظمة الربوبية والقيام بوظائف العبودية سندخلهم جنةَ المعارف، تجري من تحتها أنها العلوم، خالدين فيها أبدًا، وعدًا حقًا وقولاً صدقًا. ومن أصدق من الله قيلاً ؟
جزء : ٢ رقم الصفحة : ١٠٢
قلت : اسم ليس ضمير الأمر، أي : ليس الأمر بأمانيكم.


الصفحة التالية
Icon