وقدره، وقد سواهن الله تعالى مع الرجال في آية السير، فقال :﴿إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤمِنينَ وَالْمُؤمِنَاتِ﴾ [الأحزَاب : ٣٥] إلى آخر الآية، فمَنْ صار منهن مع الرجال أدرك ما أدركوا. وبالله التوفيق.
جزء : ٢ رقم الصفحة : ١١
قلت : الضمير في ﴿منه﴾ : يعود على المقسوم المفهوم من القسمة.
يقول الحقّ جلّ جلاله :﴿وإذا حضر﴾ معكم في قسمة التركة ذَوو القرابة مِمَّنْ لا يرث، كالأخوال والخالات والعمات، ﴿واليتامى والمساكين فارزقوهم﴾ أي : فأعطوهم شيئًا من المال المقسوم تطييبًا لقلوبهم. فإن كان المال لغيركم، أو كان الورثة غيرَ بالغين، فقولوا لهم ﴿قولاً معروفًا﴾، بأن تُعلموهم أن المال لغيرنا، ولو كان لنا لأعطيانكم، والله يرزقنا وإياكم.
واختلف في هذا الأمر، هل للندب ـ وهو المشهور ـ أو للوجوب ونسخ بآية المواريث ؟ وقيل : لم يُنسخ، وهي مما تهاون الناس بها. والله تعالى أعلم.
الإشارة : يقول الحق جل جلاله لخواص أحبابه : إذا دارت الكؤوس بخمرة الملك القدوس، وتعاطيتهم قسمتها بين أرواحكم حتى امتلأت جميعُ أشباحكم، وروت منها عُروقكم، وحضر معكم من ليس من أبناء جنسكم، ممن لا يُحل شرْب خمرتكم، فإن كان من أهل المحبة والوداد، أو من له بكم قرابة واستناد، فلا تحرموه من شراب خمرتكم، ولا من نفحات نسمتكم، فإنكم قوم لا يشقى جليسكم، فارزقوه من ثمار علومكم، واسقوه من شراب خمرتكم، وذكَّروه بالله، وقولوا له ما يدله على الله، ويوصله إلى حضرة الله، وهذا هو القول المعروف، الذي هو بالنصح موصوف.