الإشارة : يستفتونك عن نساء العلوم الرسمية، وعن يتامى العلوم القلبية، وهن نتائج الأفكار، وهي العلوم اللدنية، والأسرار الربانية ؛ التي هي من علوم الحقيقة، ولا تليق إلا بالمستضعفين عند الخليفة، وفي الخبز :" ألا أُخبِركُم بأهل الجَنَّة ؟ هو كل ضَعيفٍ مَتَضعّفَ، لو أقسمَ على اللهِ لأبرَّهُ في قَسمه ". أو كما قال صلى الله عليه وسلم. قل الله يفتيكم فيهن فيأمركم أن تأخذوا من العلوم الرسمية ما تتقنون به عبادة ربكم، وترغبوا في علم الطريقة، التي هي علم القلوب، ما تحققون به عبوديتكم، ومن نتائج الأفكار ما تُشاهدون به عظمة ربكم، ويأمركم أن تقوموا بالعدل في جميع شؤونكم، فتعطوا الشريعة حقها والطريقة حقها، وتحفظوا أسرار الحقيقة عن غير مستحقها، والله لا يضيع أجر المحسنين.
جزء : ٢ رقم الصفحة : ١٠٥
قلت :﴿امرأة﴾ : فاعل بفعل يفسره ما بعده، وأصل ( يَصَّالِحَا) : يتصالحا، فأدغمت، و ﴿صُلحًا﴾ مصدر. وقرأ الكوفيون :﴿يُصلحا﴾ ؛ من الرباعي، فتنصب ﴿صُلحًا﴾ على المفعول به، أو المصدر، و ﴿بينهما﴾ ظرف، أو حال منه، وجملة ﴿الصلح خير﴾ : معترضة، وكذا :﴿وأحضرت الأنفس الشح﴾، ولذلك اغتفر عدم تجانسهما.
يقول الحقّ جلّ جلاله :﴿وإن امرأة خافت﴾ وتوقعت من زوجها ﴿نُشُوزًا﴾ أي : ترفعًا عن صحبتها، وتجافيًا عنها، كراهية لها، ومنعًا لحقوقها، ﴿أو إعراضًا﴾ عنها، بأن يترك مجالستها، ومحادثتها، ﴿فلا جناح عليهما﴾ أن يتصالحا ﴿بينهما صلحًا﴾ بإن تحط له مهرها، أو من قسمها مع ضرتها، أو تهب له شيئًا تستميله به.