نزلت في سعد بن الربيع، تزوج على امرأته شابةً، وآثرها عليها. وقيل : في رجل كبرت امرأته، وله معها أولاد. فأراد طلاقها ليتزوج، فقالت له : دعني على أولادي، وأقسم لي في كل شهرين أو أكثر، أو لا تقسم. فذكر ذلك النبي ﷺ فقال له :" قد سمع الله ما تقول، فإن شاء أجابك "، فنزلت. وقيل : نزلت في سودة زوج النبي ﷺ، لما كبرت، أراد ـ عليه الصلاة والسلام ـ أن يُفارقها، فقالت : أمسكني في نسائك ولا تقسم لي، فقد وهبتُ نوبتي لعائشة، فإني أريد أن أُبعث في نسائك.
ثم رغَّب في الصلح فقال :﴿والصلح خير﴾ من المفارقة، أو من سوء العشرة والخصومة، أو خير في نفسه، ولا يكون إلا مع ترك بعض حق النفس من أحد الخصمين، فلذلك ثقل على النفس فشحت به، وإليه أشار بقوله :﴿وأحضرت الأنفس الشح﴾ أي : جعلته حاضرًا لديها لا يفارقها، لأنها مطبوعة عليه، فالمرأة لا تكاد تسمح للزوج من حقها، ولا تسخو بشيء تعطيه لزوجها، والزوج لا يكاد يصبر على إمساكها وإحسان عشرتها إذا كَرِهها، ﴿وإن تحسنوا﴾ العشرة ﴿وتتقوا﴾ النشوز
١٠٧
والإعراض ونقص حق المرأة مع كراهة الطبع لها، ﴿فإن الله كان بما تعملون خبيرًا﴾ لا يخفى عليه إحسانكم ولا نشوزكم، فيجازي كُلاًّ بعمله، وفي بعض الأثر : من صبرعلى أذى زوجته أعطاه الله ثواب أيوب عليه السلام، وكذلك المرأة. والله تعالى أعلم.
جزء : ٢ رقم الصفحة : ١٠٧