﴿اعدلوا هو﴾ أي : العدل ﴿أقرب للتقوى﴾، قال البيضاوي : صرح لهم بالأمر بالعدل، وبيَّن أنه بمكان من التقوى بعد ما نهاهم عن الجور، وبيَّن أنه مقتضى الهوى. فإذا كان هذا العدل مع الكفار، فما بالك مع المؤمنين ؟. هـ. ﴿واتقوا الله﴾ ؛ ولا تراقبوا سواه، ﴿إن الله خبير بما تعملون﴾ فيجازي كلاًّ على عمله، من عدل أو جور.
ثم ذكر ثواب من امتثل، فقال :﴿وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة وأجر عظيم﴾، وأفضل الأعمال : العدل في الأحكام. قال عليه الصلاة والسلام :" المُقسِطُونَ عَلَى مَنَابِرَ مِن نُورٍ يومَ القيامة ".. الحديث، هو من السبعة الذين يظلهم الله في ظله.
ثم ذكر وعيد ضدهم، فقال :﴿والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب الجحيم﴾ كما هو عادته تعالى، يشفع بضد الفريق الذي يذكر أولاً، وفاءً لحق الدعوة، وفيه مزيد وعد للمؤمنين وتطيب لقلوبهم. وهذه الآية في مقابلة قوله تعالى :﴿إِنَّ اللهَ يَأمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيُنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ﴾ [النَّساء : ٥٨] وتكميل لها. والله تعالى أعلم.
جزء : ٢ رقم الصفحة : ١٥١


الصفحة التالية
Icon